آية الله العظمى الشيخ صادق المجتهد التبريزي (قدس سره)

(1273 ـ 1351 هـ )

ولادته ونسبه :

ولد حوالي سنة 1273 هـ، في مدينة تبريز في عائلة علمية معروفة بالفضل والتقوى ، وكان والده فقيهاً متكلماً وهو العلامة محمد المعروف بـ (الشيخ الصغير).

دراسته واساتذته :

ـ اكمل دراسته الابتدائية في مدينة تبريز.

ـ في عام 1288 هـ هاجر الى النجف الاشرف لمواصلة الدراسة الحوزوية.

ـ درس في حوزة النجف عند اساتذتها المعروفين من أمثال : الشيخ حسين الاردكاني ، والملا محمد الايرواني ، وآية الله فاضل الشرابياني ، والشيخ محمد حسن المامقاني، والشيخ هادي الطهراني، وبقي يواصل دراسته في النجف مدة أربعة وعشرين سنة نال خلالها درجة الاجتهاد.

ـ اتجه نحو التدريس واعداد الطلاب بعد حصوله على درجة الاجتهاد.

ـ في عام 1312 هـ عاد الى ايران واستمر على التدريس في مدينة تبريز، بالاضافة الى اداء مهمات المرجعية الدينية.

سيرته وأخلاقه :

من الصفات التي تميز بها آية الله المجتهد التبريزي هي الصبر عند الشدائد حتى قال فيه صاحب كتاب (أحسن الوديعة) : لقد كان مجهولاً لم يعرف أحد قدره وتحمله وصبره عند شدائد الدهر.

وكان كثير التواضع كثير الأدب يعامل من اساء له بالاخلاق الفاضلة، وكان كريماً وملجأً لجميع الفقراء والمحتاجين ، حديثه شيق ومحاضراته جذابة لطيفة ، الاّ انه كان متصلباً شديداً في ذات الله .

وكان ضالعاً في امور السياسة، متمكناً من الأدب العربي وله ذوق في كتابة الشعر ، فقد كتب في أغراض شعرية متعددة وعلى رأسها الشعر المتعلق بثورة الامام الحسين (عليه السلام) ومصائب يوم عاشوراء ومراثي أهل البيت (عليهم السلام).

وبالاضافة الى ذلك كان يتقن الكتابة بالخط الفارسي (الشكسته) ، وبشكل جميل، ولأجل ذلك امتلك قلوب محبيه.

مواقفه السياسية :

يمكن تلخيص مواقفه بالنقاط الآتية:

1 ـ كان آية الله المجتهد التبريزي من المؤسسين للنهضة الاسلامية ، لمواجهة الالحاد والزندقة والسياسات المخالفة للإسلام التي بدأت تنتشر في العالم الاسلامي.

2 ـ مخالفته لقوانين الانتخابات التي سنها السلاطين أواخر العهد القاجاري (مسألة المشروطة) ، وله منها مواقف مشرّفة.

3 ـ قام بفضح السياسة الاستعمارية التي انتهجها نظام رضا خان ، وذلك عن طريق القاء الخطب والكلمات التي تندد بتلك السياسة.

4 ـ رفضه الشديد أيام الشاه رضا خان لتشريع قانون الخدمة العسكرية الالزامية، وتضامناً مع هذا الرفض عبّر المواطنون عن استنكارهم باغلاق الاسواق.

مؤلفاته :

كانت اكثر مؤلفات الشيخ التبريزي في الفقه والاصول ، نذكر هنا بعضاً منها :
1 ـ المقالات الغروية في مباحث الألفاظ.
2 ـ الفوائد (مسائل فقهية متفرقة).
3 ـ شرح التبصرة : شرح لجزء من كتاب تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي.
4 ـ كتاب الصلاة : أربعة أجزاء ، من باب الصلاة الى آخر باب الامامة والاقتداء.
5 ـ واجبات الاحكام (رسالة عملية باللغة الفارسية).
6 ـ انوار الحقائق : في شرح القصيدة المنشأة في مدح اشبه الناس بخير الخلائق.
7 ـ رسالة في المشتق .
8 ـ رسالة في شرائط العوضين والربا وانتصاف المهر بالموت.
9 ـ رسالة في بعض مسائل الصلاة.
10 ـ رسالة عملية مع شرح لاصول الدين (بالفارسية).
11 ـ حاشية على وسيلة النجاة.
12 ـ حاشية على رسالة منهج الرشاد.

وفاته :

على أثر اصابة آيه الله العظمى المجتهد التبريزي بمرض (ذات الرئة)، انتقل الى رحمة الله في قم المقدسة بتاريخ 6 / ذي القعدة/ 1351 هـ ، وبإعلان نبأ وفاته هب اكثر من 15.000 الف شخصاً لتشييعه ، وتم دفنه الى جوار مرقد السيدة المعصومة (عليها السلام) ، وأعلن آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) ـ مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة ـ عن تعطيل اسواق المدينة واقامة مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة ، كما اقيمت له مجالس اخرى في مسقط رأسه تبريز، وجميع انحاء آذربيجان وكذلك في زنجان وهمدان ومشهد ، أما في النجف الاشرف فقد اعلن آية الله العظمى السيد ابو الحسن الاصفهاني (قدس سره ) عن اقامة مجالس الفاتحة على روحه في مناطق متعددة من مدينة النجف .