آية الله العظمى السيد محمد حجت ( قدس سره )

(1310 - 1372 هـ )

ولادته ونسبه:

ولد في شهر شعبان عام 1310 هـ في مدينة تبريز في عائلة متدينة معروفة بالعلم والفضل والتقوى. كان والده من علماء مدينة تبريز المشهورين.

دراسته وأساتذته:

- درس المقدمات وعلوم الأدب واللغة وبعض العلوم المتعارفة آنذلك عند علماء مدينة تبريز، بالخصوص والده.

- في عام 1330 هـ وقبل أن يبلغ العشرين من عمره هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته، أخذ يحضر دروس الفقه عند آية الله السيد محمد كاظم اليزدي ودروس علم الرجال والحديث عند آية الله السيد أبي تراب الخونساري.

- بالاضافة إلى ذلك أخذ يحضر دروس الآيات العظام: آية الله شيخ الشريعة، آية الله الشيخ النائيني، آية الله السيد الفيروز آبادي، آية الله ضياء الدين العراقي، آية الله علي القوچاني، آية الله علي الكنابادي.

- في عام 1335 هـ أصيب بمرض فعاد إلى تبريز بناءً على طلب والده، وخلال المدة التي قضاها في تبريز توفي اثنان من أساتذته في النجف الأشرف وهما آية الله السيد اليزدي وآية الله شيخ الشريعة.

- عاد إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته عند علمائها البارزين، ثم اضطر إلى العودة إلى ايران بسبب تدهور وضعه الصحي مرة اخرى.

- في عام 1349 هـ جاء إلى قم المقدسة وأقام فيها وأخذ يلقي دروسه فيها بالفقه والأصول، وتتلمذ عنده عدد كثير من الطلاب، وبالاضافة إلى التدريس كان يحضر دروس آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري ( رحمه الله ).

إجتهاده:

نال السيد محمد حجت درجة الاجتهاد، وقد أيّد اجتهاده كل من الآيات العظام وهم: آية الله فتح الله شريعت الاصفهاني، آية الله الشيخ النائيني، آية الله ضياء الدين العراقي، آية الله السيد محمد الفيروز آبادي وغيرهم.

طلابه:

ذكر صاحب كتاب ( آثار الحجة ) في الجزء الأول من الكتاب تفصيلا بأسماء طلاب آية الله السيد محمد حجت، وقد تألق نجم بعضهم في سماء العلم والدين، منهم:

1 ـ آية الله السيد محمد المحقق الداماد: وهو من أساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة، ومن مفسري القرآن الكريم المعروفين .

2 ـ المفسر الكبير صاحب ( تفسير الميزان ) آية الله العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدس سره ).

3 ـ الشيخ أبو طالب التجليل: كتب الجزء الأول من تقريرات استاذه في ( كتاب البيع ).

4 ـ الشيخ يحيى فاضل الهمداني: كتب الجزء الثاني من تقريرات أستاذه في ( كتاب البيع ).

صفاته وأخلاقه:

من صفاته المتميزة هي عدم التظاهر، والإبتعاد عن الرياء، ولهذا كان لا يسمح للصحف والمجلات بطبع ونشر صوره، وكان يوصي أصدقاءه وطلابه بعدم الاشادة به على المنابر، ويكرر عليهم قوله: لا أوافق على ذكر اسمي على المنابر.

ومن صفاته الاخرى هي الحلم والصبر على أذى من ظلمه من المخالفين، ويغض النظر عنهم ويواجههم برحابة صدر.

أمّا عن ارادته وتصميمه فيحدثنا العلامة الشيخ المطهري فيقول: كان السيد من المدخنين، وفي الحقيقة لم أر مثله بكثرة التدخين وقد نصحه الأطباء بتركه، وقالوا له: عليك بترك التدخين لأنه مضر بصحتك. فصمم على تركه، وبالفعل لم يضع سيجارة واحدة في فمه منذ إتخاذه هذا القرار.

وأمّا عن ولائه لسيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام )، فقد كان شديد التعلق به وبمجالسه.

وأمّا عن ولعه بالمطالعة فينقل عنه أنه كان يخصص ساعتين أو ثلاث ساعات من كل ليلة للمطالعة بالاضافة الى مطالعة النهار، وكان من عادته اعادة مراجعة الكتب الحوزوية ( كتب مرحلة المقدمات إلى مرحلة الكفاية ) كل ثلاث أو أربع سنوات وبشكل دقيق.

مواقفه من نظام الشاه:

بعد وفاة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري أصبحت مسؤولية الحوزة العلمية في قم المقدسة بعهدة آية الله العظمى السيد محمد حجت مع اثنين من أصدقائه، وقد قاموا بالتصدي لنظام الشاه وبالخصوص القوانين الجائرة التي سنّها، والتي تعارض بشكل صريح الشريعة الإسلامية، منها قانون منع الحجاب الإسلامي الذي استنكره علماء الدين.

وقد قام السيد حجت في وقتها بارسال برقية إلى آية العظمى البهبهاني حول هذا الأمر، طلب فيها منه توجيه أنظار أولياء الأمور إلى ضرورة الإهتمام بهذا الأمر ( منع الحجاب )، لأنه يساعد على نشر المفاسد الإجتماعية والأخلاقية.

مشاريعه الخيريّة:

من الآثار التي لا يمكن أن تنسى قيامه بتأسيس مدرسة الحجتية للعلوم الدينية في مدينة قم المقدسة على مساحة من الأرض تبلغ ثلاثة عشر ألف متر مربع، وتحتوي على مئة وست وعشرين غرفة، مع مسجد ومكتبة للمطالعة تحوي عشرة آلاف كتاب في مختلف العلوم، علماً أن هذه المكتبة اخذت تستقبل القراء في حياة المرحوم السيد حجت.

مؤلفاته:

ان الآثار التي تركها تدل دلالة واضحة على منزلته العلميّة ونبوغه الفكري. منها:
1 ـ رسالة في الاستصحاب.
2 ـ رسالة في البيع.
3 ـ رسالة في تنقيح المطالب المبهمة في عمل الصور المجسمة.
4 ـ مجمع الاحاديث.
5 ـ حاشية الكفاية.
6 ـ رسالة حول الصلاة.
7 ـ لوامع الانوار الغرويّة في مرسلات الاثار النبوية.
8 ـ مستدرك المستدرك في استدراك ما فات عن صاحب المستدرك.
9 ـ رسالة حول الوقت.
ومن شدة تعلقه بالكتب الخطية النفيسة كان يشتري المخطوطات المعروضة للبيع، عندما كان في النجف الأشرف، واستطاع عن هذا الطريق أن يحصل على مجموعة من المخطوطات القيّمة، بلغ عددها مئة وخمساً وعشرين مخطوطة موجودة الآن عند نجله السيد محسن حجت.

وفاته:

لبى نداء ربه يوم الأثنين 3 / جمادي الأولى / 1372 هـ بعد أن قضى اثنين وستين عاماً في خدمة وبناء هيكل الحوزة العلمية، وعندما سمع آية الله العظمى السيد البروجردي بنبأ وفاته قال: ( لقد قصم ظهري هذا النبأ ).

وعلى أثر وفاته عطلت الدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة وفي كثير من المدن الايرانية الأخرى، وشُيع تشييعاً مهيباً، وصلى على جثمانه الطاهر السيد البروجردي، ودفن في مدرسته ( المدرسة الحجتية ) الكائنة في قم المقدسة.