آية الله الشيخ محمد الفيض القمي (قدس سره)
(1293 - 1370هـ )

ولادته:

ولد عام 1293 هـ في مدينة قم المقدسة، وكان والده المرحوم الميرزا علي أكبر فيض من الكُتّاب والأُدباء، ومن شعراء مدينة قم المعروفين أيام حكم ناصر الدين شاه، وله الكثير من المؤلفات.

أمّا جدّه المرحوم الميرزا محمد بن علي أكبر الخونساري، فقد كان أيضاً من العلماء، وله كتاب ( رياض الرضا عليه السلام ) في شرح أحوال الإمام علي الرضا ( عليه السلام ).

دراسته وأساتذته:

ـ درس المقدمات والأدب في مدينة قم المقدسة عند الشيخ محمد حسن العلاّمة.

ـ سافر إلى همدان بناءً على إصرار اخيه ودرس هناك الرياضيات، واللغة الانجليزية.

ـ عاد إلى قم المقدسة ودرس فيها السطوح عند آية الله السيد أحمد الطباطبائي، وآية الله الميرزا أبي القاسم الكبير القمي.

ـ سافر إلى طهران عام 1312 هـ وشرع بدراسة الأصول عند المرحوم الميرزا الآشتياني، والحكمة عند الميرزا محمود القمي والشيخ علي نوري، وعلم الكلام عند الشيخ علي الرشتي.

ـ هاجر إلى النجف الأشرف لاكمال دراسته وأقام فيها وأخذ يحضر دروس علمائها البارزين من أمثال: آية الله السيد محمد كاظم اليزدي، والآخوند الخراساني، وآية الله الشيخ فتح الله شريعت الاصفهاني، والميرزا حسين النوري.

ـ سافر إلى سامراء المقدسة لحضور دروس آية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي ( الميرزا الثاني )، وأصبح من خيرة تلامذته، وقام بتشكيل حوزة دراسية هناك وأخذ على عاتقه مهمة إعداد الطلاب.

ـ في سنة 1333 هـ عاد إلى قم المقدسة بناءً على طلب والدته لشدة احتياجها إليه بسبب مرضها، ومنذ وصوله أسند إليه آية الله السيد احمد الطباطبائي إقامة صلاة الجماعة في الصحن الكبير للسيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ).

تدريسه:

بعد عودته من النجف الأشرف بمدة وجيزة شكّل حوزة علمية دراسية، وأخذ يلقي الدروس الحوزوية فيها، وقام بايجاد تغييرات في المدرسة الفضية، ودعا آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري للمجيء إلى مدينة قم المقدسة، فاستجاب الشيخ الحائري وجاء قادماً من مدينة أراك وتظافرت جهودهما مع جهود آية الله الميرزا القمي في وضع اللبنات الأساسية لأركان الحوزة العلمية في قم المقدسة.

صفاته وأخلاقه:

امتلأت حياته ( رحمه الله ) بالملكات الفاضلة والأخلاق الحميدة، وكان شديد التأثر بأستاذه ( الميرزا الثاني ) الذي درس عنده علم الأخلاق حينما كان في سامراء المقدسة، وقد نقل الكتّاب في كتبهم كثيراً من الحوادث التي تدل على مدى تمسك الميرزا محمد الفيض القمي بتلك الملكات، نذكر منها:

1 ـ كان الفيض القمي حاضراً في أحد المجالس، وكان وضعه الصحي في تلك الأيام غير جيد فدخل أحد العلماء ولم ينتبه لوجود الشيخ محمد الفيض القمي، لأنه عندما دخل كان مشغولا بالبحث عن مكان لغرض الجلوس، لكن الفيض القمي نهض احتراماً لمقدمه بالرغم من تدهور صحته، فقال احد الجالسين بقرب الفيض القمي: شيخنا العزيز، ان وضعك لا يساعد على القيام والقعود ثم أن العالم الذي دخل كان مشغولا ولم يكن منتبهاً، فقال الشيخ: إذا كان هو غير منتبه فالناس منتبهون، ولابد من اداء وظائفي الاخلاقية تجاه العلماء.

2 ـ كان ( رحمه الله ) في حياته يدعوا إلى مرجعية آية الله العظمى السيد البروجردي فاعترض عليه البعض وقالوا له: أنت صاحب فتوى ومؤهل للمرجعية، من أجل أي شيء تدعو الناس لمرجعية السيد البروجردي؟ فأجابهم: إذا كان العمل لله عز وجل، فمن الواجب علينا أن ندعوا الناس للمراجع والعظماء وأصحاب الحوزات ونشد الناس إليهم، وإذا كان العمل لغير الله سبحانه، فأنا لست من هؤلاء.

مؤلفاته:


1 ـ كتاب الفيض ( كتاب فقهي في الطهارة ).
2 ـ حاشية على العروة الوثقى.
3 ـ مناسك الحج.
4 ـ حاشية على وسيلة النجاة.
5 ـ التفسير ( كتاب في تفسير القرآن الكريم ).
6 ـ شرح على منظومة السيد بحر العلوم في الفقه.
7 ـ ذخيرة العباد.
8 ـ مجموعة حواش ورسائل أخرى.

وفاته:

لبى الشيخ محمد الفيض القمي نداء ربه بتاريخ 25 / جمادي الأولى / 1370هـ وهو يؤدي الصلاة وكان قانتاً رافعاً يديه إلى السماء بالدعاء، وبعد انتشار نبأ وفاته هبّ الآلاف لتشييعه، وصلى عليه آية الله العظمى السيد البروجردي ( قدس سره )، وتم دفنه في الصحن الشريف لمرقد السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) في قم المقدسة.

وقد أقيمت على روحه الطاهرة مجالس االفاتحة في كثير من مناطق ايران، منها مجلس الفاتحة الذي أقيم في مسجد الشاه بطهران، وحضره رئيس وزراء الشاه آنذاك ( رزم آرا ).