آية اللّه العظمى الشيخ أغا بزرك الطهراني ( قدس سره )
(1293-1389هـ)

ولادته و نشأته :

ولد في 11 / ربيع الاول / 1293 هـ في مدينة طهران وسط عائلة معروفة بالتدين والتقوى .

كان ابوه من التجارالافاضل المعروفين بالالتزام والتدين , أما جده فقد كان من التجار البارزين الذين لهم الفضل في تاسيس اول مطبعة في ايران .

دراسته و أساتذته:

ـ بـدأ فـي طـهـران بـدراسة العلوم الدينية وعمره عشر سنوات, وظل مشغولا بالدراسة مـدة اثـنـتي عشرة سنة قضاها عند الاساتذة المعروفين, من امثال: الشيخ محمد حسين الخراساني, والشيخ محمود القمي, والشيخ علي نوري الايلكاني, والسيد عبد الكريم اللاهيجي، وغيرهم .

ـ هـاجـر الـى الـنجف الاشرف عام 1315 هـ لاكمال دراسته الحوزوية عند مراجعها العظام آنذاك, وعاش في النجف الاشرف حوالي اربع عشرة سنة .

ـ سـافـر الى سامراء المقدسة والتحق بحوزتها العلمية, للاستفادة من دروس علمائها الاعلام, و بقي هناك مدة اربع وعشرين سنة .

ـ في عام 1354 هـ عاد الى مدينة النجف الاشرف, وبقي فيها مشغولا في البحث والتصنيف, الى آخر لحظة من عمره الشريف .

ـ خـلال الـمدة التي قضاها بين حوزتي النجف الاشرف وسامراء المقدسة درس على يد كثير من الاساتذة المشهورين, نذكر بعضها منهم: الشيخ حسين النوري, السيد مرتضى الكشميري, الشيخ مـحـمد طه نجف, الشيخ حسين خليل, الشيخ الخراساني , السيد محمد كاظم اليزدي, الشيخ محمد تقي الشيرازي, الملا فتح اللّه الاصفهاني, الشيخ علي كاشف الغطاء .

صفاته واخلاقه :

نذكر ابرزها:

1 ـ صبره وارادته :

اسـتـطاع الشيخ اغا بزرك الطهراني بصبره وتحمله الشديد ان يكون من ابرز علماء الشيعة ومن مشاهير مؤلفيها, وقد تحمل ـ في سبيل اصدار كتابيه المعروفين (الذريعة الى تصانيف الشيعة, و طبقات اعلام الشيعة ) ـ كثيرا من مشقات السفر والتنقل, لغرض الحصول على المصادرالمختلفة فـي الـمكتبات العامة والخاصة .

2 ـ اخلاصه :

لـقـد انـفـق الـشيخ ـ رحمه اللّه ـ عمره الشريف, وبذل مهجته في سبيل خدمة الدين الاسلامي الحنيف, و مذهب اهل البيت (ع ).

وبفضل اخلاص نيته للّه سبحانه فقد استطاع انجاز تلك المؤلفات والتصانيف العظيمة, التي كانت ولا تـزال وسـتـبـقـى مـصدر اشعاع لكل طلاب الفكر والحقيقة.

3 ـ إباؤه :

يـنـقل عنه انه كان عزيز النفس شديد الاباء والتعفف, وعندما كان يسافر من مكان الى آخر, كان يقوم بانجاز اعماله الشخصية بنفسه, ويتحمل نفقات سفره, ولا يقبل من احد ان يدفع عنه شيئا من ذلك.

4- حبه للامام الحسين (عليه السلام):

كـان شديد التعلق بالامام الحسين(ع ), وكان يشجع على احياء المناسبات المتعلقة باهل البيت عـليهم السلام, وكان يقيم مجلسا حسينيا في منزله كل ليلة جمعة, وذلك طيلة حياته الشريفة, و في الحالات التي يتعذر حضور خطيب المنبر كان يقوم بنفسه بسرد بعض الروايات من الكتب التي تـتـنـاول ذكر مصائب الحسين (ع ).

5 ـ عبادته :

مـن الـمعروف عنه انه كان يقضي معظم اوقاته بين المطالعة والكتابة, لكنه مع ذلك فقد خصص جزءاً كبيراً من وقته ـ فيماعدا ذلك ـ الى العبادات المستحبة, لهذا تجده مشغولا بالذكر والتسبيح والـدعاء والزيارة وصلاة الليل, وحتى صلاة الجمعة, حيث كانت تقام بامامته في مسجد الطوسي في مدينة النجف الاشرف.

و مـن مـمـيـزاتـه الاخـرى : شـغـفه في اكرام الضيف, واحترامه الشديد للعلماء وبالخصوص الـمعاصرين منهم والعمل الدؤوب في سبيل التوصل الى الحقائق, والوفاء بالعهد, وسعة الصدر, و التواضع للجميع, وكذلك عدم التعصب في الدفاع عن آرائه ووجهات نظره .

مؤلفاته:

قام بتاليف اكثر من مئة مؤلف في مختلف المجالات العلمية, نأتي على ذكر ابرها:
1 ـ الـذريعة الى تصانيف الشيعة: (25 مجلداً)
2 ـ طـبـقـات اعلام الشيعة :(احد عشر مجلداً).
3 ـ حـيـاة الـشـيـخ الـطوسي:( ترجم الى اللغة الفارسية ).
4 ـ هـديـة الـرازي الـى المجدد الشيرازي :(ومترجم الى اللغة الفارسية ).
5 ـ مـصـفـى الـمـقال في مصنفي علم الرجال.
6 ـ المشيخة : (خلاصة لكتاب مصفى المقال ).
7 ـ النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف: (مخطوط).
8 ـ توضيح الرشاد في تاريخ حصر الاجتهاد.
9 ـ تفنيد قول العوام بقدم الكلام : ( مخطوط ).
10 ـ ضياء المفازات في طرق مشايخ الاجازات: (مخطوط).
11 ـ اجازات الرواية والوراثة في القرون الاخيرة الثلاثة (مخطوط).
12 ـ مستدرك كشف الظنون.
13 ـ تـعـريـف الانـام بحقيقة المدينة والاسلام: (مترجم الى اللغة الفارسية).
14 ـ تـقـريـرات دروس اساتذته في الفقه و الاصول.
15 ـ منظومة شعرية عقائدية.

اقوال العلماء فيه :

1 ـ قال فيه العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء: لقد اودع اللّه سبحانه هذا العالم, الذي جمع العلم والورع؛الهمة العالية والنشاط والعزيمة, فقد قام فعلا باحياء السنة الشريفة, وتصدى في الرد على اهل البدع والشبهات .

2 ـ وقـال العلامة الشيخ محمد علي المدرس: لقد كان شيخنا الاغا بزرك بحق فقيها ومحققا ومـدققا واصوليا, عالما باحوال الرجال, جامعا للعلوم المختلفة, وقد تحمل في سبيل احياء آثار علماء الشيعة الشى الكثير, ويمكن ان نعده علما من اعلام عصرنا الحاضر.

وفاته :

انتقل الى رحمة اللّه تعالى بتاريخ 13 / ذي الحجة / 1389 هـ بعد ان قضى ستا وتسعين سنة من عمره الشريف بالسعي الحثيث لخدمة الاسلام العزيز.

وشيع تشييعا مهيبا من قبل العلماء الاعلام, و قد أوصى بدفنه في مكتبته في النجف الاشرف.