آية الله العظمى الشيخ علي الهمداني( قدس سره )

(1312 - 1398هـ )

ولادته:

ولد في سنة 1312 هـ في مدينة همدان.

دراسته وأساتذته:

-بدت على وجهه امارات النبوغ والذكاء منذ صغره، فأرسله والده إلى الملا محمد تقي ثابتي، وهو من العلماء المعروفين بالزهد والتقوى، ليتعلم عنده; فبدأ بدراسة المقدمات.

-ذهب الى همدان و أخذ يدرس الصرف والنحو وعلم المعاني والبيان والسطوح.

ذهب إلى طهران لإكمال دراسته في علم الكلام والفلسفة والرياضيات والهيئة، وبقي فيها حوالي خمس سنوات، حضر خلالها دروس المرحوم الآخوند الهيدجي.

في عام 1340 هـ ذهب إلى قم المقدسة للإستفادة من دروس آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري، وبقي يدرس عنده لمدة عشر سنوات.

تدريسه وطلابه:

خلال الفترة التي قضاها آية الله الهمداني في قم المقدسة درّس شرح اللمعة الدمشقية والكفاية، وفي عام 1350 هـ طلب أهالي همدان من آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري إرسال الشيخ الهمداني إلى مدينة همدان، فقبل دعوتهم وأرسله إلى همدان لأداء وظائفه الدينية، وقال آية الله عبد الكريم الحائري عندما أرسله: لقد أرسلت إلى همدان مجتهداً عادلا.

وقام الشيخ الهمداني بتدريس كثير من الطلبة الذين صار لهم مسقبل علمي زاهر في الحوزة ، ومن طلابه البارزين آية الله السيد محمود الطالقاني، وقد درس عنده عندما كان في قم المقدسة، وكذلك من طلابه البارزين آية الله الشيخ مفتح وقد درس عنده عندما كان في همدان.

صفاته وأخلاقه:

كان متمسكاً بالخصال الحميدة، ولهذا اصبح محبوباً بين جميع الناس، ومن أبرز صفاته:

1 ـ زهده: كان الشيخ الهمداني يعيش حياة بسيطة يرضاها الله ويرضاها الناس، وكل من زاره وعاش معه عن قرب كان يقول: لقد كان مصداقاً للحديث الشريف: « كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم »، ويعني ذلك أن العمل بما أراده الله ورسوله يُغني عن دعوة الناس للإلتزام عن طريق اللسان.

2 ـ عبادته وعرفانه: كان الشيخ الهمداني من أهل الدعاء والذكر والتهجد واقامة صلاة الليل، وكان في نفس الوقت يوصي طلابه بضرورة الإلتزام بصلاة الليل والتهجد والدعاء، مثلما كان يوصي العلماء الاعلام طلابهم.

أمّا عن عرفانه وسلوكه إلى الله فقد كان متأثراً بأستاذه الحكيم الهيدجي، وله كذلك أشعار فلسفية في هذا المجال.

ومن صفاته ومميزاته الأخرى أنه كان يستقبل الناس على مختلف طبقاتهم، ولا يعتذر عن ذلك بضيق الوقت أو ما شابه ذلك وكذلك احترامه للجميع سيّما العلماء والفضلاء، فقد كان يوقرهم ويحترمهم احتراماً خاصاً.

أمّا عن ذوقه الشعري فقد كتب الشيخ أشعاراً كثيرة، لكنها مع الأسف مشتتة هنا وهناك ولم تجمع لحد الآن.

مواقفه من نظام الشاه:

منذ أن أعلن الإمام الخميني ( قدس سره ) ثورته ضد نظام الشاه، كان آية الله الهمداني من أوائل المؤيدين له والمعتقدين بأفكاره، وقد جرت بينه وبين الإمام الخميني مراسلات، وفي إحدى المراسلات كان يناديه بعبارة ( يا أبا ذر ) فأجابه الإمام برسالة ناداه ( يا سلمان ) وعندما قامت قوات نظام الشاه باعتقال الإمام عقب احداث انتفاضة ( 15 خرداد )، واقتياده من قم المقدسة إلى طهران، كان آية الله الهمداني ضمن مجموعة العلماء الذين ذهبوا إلى طهران، وظلوا معتصمين هناك يتابعون مسألة اطلاق سراحه، وبالفعل تكللت جهودهم بالنجاج، وتم اطلاق سراح الإمام ( قدس سره ).

خدماته العلمية والثقافية:

1 ـ تجديد بناء مدرسة الآخوند للعلوم الدينية في همدان.

2 ـ تأسيس المكتبة الغربية في همدان التي كانت تحوي على كثير من النسخ الخطية النفيسة.

مؤلفاته:

بالرغم من كثرة مشاغله بالتدريس ومتابعة أمور المرجعية الدينية، لم يمنعه ذلك من التفرغ للتأليف والتصنيف، فقام بكتابة كثير من المؤلفات نذكر منها:
1 ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد.
2 ـ رسالة في أحوال الصحابي أبي بصير.
3 ـ رسالة في اللباس المشكوك.
4 ـ رسالة في قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
5 ـ رسالة في العصير العنبي، والزبيبي، والتمري ( باللغة الفارسية ).
6 ـ رسالة في الكلام النفسي.
7 ـ رسالة فى اطراف حالات اصحاب الاجماع والتفضيل مع بعض الفوائد الرجالية.
8 ـ رسالة اسرار الصلاة.
9 ـ رسالة الأربعين حديثاً.
10 ـ رسالة في الحبط والتكفير.
11 ـ رسالة في بيان العِدة الكافية.
12 ـ حاشية على كتاب أنيس التجار للنراقي.
13 ـ حاشية على كتاب العروة الوثقى للسيد اليزدي.
14 ـ تقريرات دروس الفقه والاصول لآية الله الحائري.

اقوال العلماء فيه:

قال فيه آية العظمى السيد المرعشي النجفي ( رضوان الله عليه ): هذا مغرب شمس العلم والحكمة والتقوى، رجل الرجال والدراية، بطل الحديث والرواية، طود الفضل وجوهر الفقه، فقه الأصول وأصل الفروع، الحبر الجليل والبحّاثة النقاد النبيل، باني المدرسة الدينية ببلدة همدان، والقائم باحياء حوزتها العلمية وتأسيس مكتبتها المنيفة، والمربى في حُجر تربيته جماعة من الأعاظم والأعلام....

وفاته:

في سنة 1398هـ مرض الشيخ الهمداني، ولم تنفع معالجات الأطباء له في ايران، فارسل إلى لندن لإجراء عملية جراحية، وقد تحسنت صحته بعد إجراء العملية، لكنه أصيب بعد فترة قصيرة (بمرض ذات الجنب ) الذي لم يمهله طويلا فلبى نداء ربه بتاريخ: 16 / شعبان / 1398 هـ في لندن، ونقل جثمانه الطاهر إلى ايران، ومن ثم إلى مدينة همدان; حيث شيع تشييعاً مهيباً من قبل أهالي المدينة، وقد تحول تشييعه إلى تظاهرة ضد نظام الشاه وتأييداً لمبادىء الثورة الإسلامية التي كانت تغلي في صدور الجماهير، وتم دفنه في مقبرة شهداء همدان.