شهادة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

بعد وفاة أبيها اشتد عليها الحزن والاسى، ونزل بها المرض لما لاقته من هجوم ازلام الزمرة الحاكمة آنذاك على دارها وعصرها بين الحائط والباب وسقوط جنينها محسن وكسر ضلعها وغصب ارضها فدك.

وعندما أحسّت (سلام الله عليها) بالأجل يدنو وبأنها تنعى الى نفسها طلبت من أسماء بنت عميس أن تضع لها فراشاً وسط البيت وطلبت إحضار علي (عليه السلام) فحضر فقالت له: «... أوصيك بأشياء في قلبي»، فقال لها: «أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله» وأخرج مَنْ في البيت، ثم أتمت وصيتها، وأرتفعت روحها الطاهرة الى عالم الخلد والنعيم وكان ذلك في الثالث عشر من جمادي الاول سنة 11 هـ (وفي رواية 13 ربيع الثاني، وفي رواية أخرى في 3 جمادي الثاني).

وبعد إنتشار نبأ رحلة الزهراء (عليها السلام) إحتشد أهل المدينة على باب الإمام علي (عليه السلام) في انتظار التشييع، فأخبرهم أمير المؤمنين بأنها أوصت أن لا يشيعها أحد، فصلى عليها بعد تغسيلها وكفّنها، وبقي جثمانها الطاهر حتى غطى الليل سماء المدينة فوضعها على النعش وحمل جثمانها ليلاً الى البقيع (كما في بعض الروايات)، ودفنها وغطى أثر قبرها لئلا يعرف حسب وصيتها (سلام الله عليها) لتؤكد للأجيال مظلوميتها واغتصاب الحقوق التي أوصى بها أبوها لها، ولكي تبقى هذه المظلومية دائماً في ضمير التاريخ.