هذا الذي تعرف البطحاء وطأته | والبيت يعرفه والحِل والحرم |
هذا ابن خير عباد الله كلّهم | هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم |
يكاد يمسكه عرفان راحته | ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم |
يغضي حياءً ويغضى من مهابته | فما يكلّم إلا حين يبتسم |
إذا رأته قريش قال قائلها | إلى مكارم هذا ينتهي الكرم |
إن عدّ أهل التُّقى كانوا أئمّتهم | او قيل من خير الأرض قيل
هم |
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله | بجدّه أنبياء الله قد خّتموا |
وليس قولك من هذا بظائره | العُرب تعرف من أنكرت والعجم |
إلى آخر القصيدة التي حفظتها الأمّة وشطـّرها جماعة من الشعراء.
فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟ قال: هات جدّاً كجدّه، وأباً كأبيه، وأمّاً كأمّه حتى أقول فيكم مثلها، فثقل ذلك على هشام فأمر بحبسه، فحبسوه.
فبلغ ذلك عليّ بن الحسين (ع) فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال:
«اعذرنا ياأبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به»، فردّها وقال: ياابن رسول الله، ما قلت الذي قلت إلاّ غضباً لله ولرسوله، وما كنت لأرزأ عليه شيئاً، فردّها الإمام إليه وقال: «بحقـّي عليك لمّا قبلتها، فقد رأى الله مكانك وعلم نيّتك»، فقبلها.
فجعل الفرزق يهجو هشاماً وهو في الحبس، فكان ممّا هجاه: