من حكم الامام السجاد (عليه السلام)

قال( عليه السلام ): التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ لكتاب الله وراء ظهره ، إلا أن يتقي تقاة .

قيل له: وما يتقي تقاة ؟

قال: يخاف جباراً عنيداً أن يفرط عليه أو أن يطغى .

قال( عليه السلام ): لا يقل عمل مع تقوى ، وكيف يقل ما يتقبل ؟

قال( عليه السلام ): أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله .

قال( عليه السلام ): كم من مفتون بحسن القول فيه ، وكم من مغرور بحسن الستر عليه ، وكم من مستدرج بالإحسان إليه .

قال( عليه السلام ): كمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه ، وقلة مرائه ، وحلمه ، وصبره ، وحسن خلقه .

قال( عليه السلام ): الرضى بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين .

قال(عليه السلام ): من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا .

قيل له: من أعظم الناس خطراً ؟ فقال( عليه السلام ): من لم يرَ الدنيا خطراً لنفسه .

وقال بحضرته رجلٌ: اللَّهُمَّ أغنني عن خلقك ، فقال( عليه السلام ): ليس هكذا ، إنما الناس بالناس ، ولكن قل: اللَّهُمَّ أغنني عن شرار خلقك .

قال( عليه السلام ): من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس .

قال( عليه السلام ): لا يقلَّ عمل مع تقوى ، وكيف يقلُّ ما يُتقبّل .

قال( عليه السلام ): اتقوا الكذب ، الصغير منه والكبير من كل جد وهزل ، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير .

قال( عليه السلام ): كفى بنصر الله لك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك .

قال( عليه السلام ): الخير كله صيانة الإنسان نفسه .

قال( عليه السلام ) لبعض بنيه: يا بنيّ إن الله رضيني لك ولم يرضك لي ، فأوصاك بي ، ولم يوصني بك ، عليك بالبر تحفة يسيرة .

وقال له رجل: ما الزهد ؟ فقال( عليه السلام ): الزهد عشرة أجزاء: فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضى ، وإن الزهد في آية من كتاب اللهL لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) .

قال( عليه السلام ): طلب الحوائج إلى الناس مذلة للحياة ومذهبه للحياء واستخفاف بالوقار ، وهو الفقر الحاضر ، وقلّة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر .

قال( عليه السلام ): إن أحبكم إلى الله أحسنكم عملاً ، وإن أعظمكم عند الله عملاً أعظمكم فيما عند الله رغبة ، وإن أنجاكم من عذاب الله أشدُّكم خشية لله ، وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقاً ، وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله ، وإن أكرمكم على الله أتقاكم لله .

قال( عليه السلام ) لبعض بنيه: يا بُني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق ، فقال: يا أبة من هم ؟ قال(عليه السلام ): إياك ومصاحبة الكذّاب ، فإنه بمنزلة السراب يقرِّب لك البعيد ويبعّد لك القريب ، وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكله أو أقل من ذلك ، وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ، وإياك ومصاحبة الأحمق ، فإنه يريد أن ينفعك فيضرُّك ، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله .

قال( عليه السلام ): إن المعرفة وكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلّة مرائه وحلمه وصبره وحسن خلقه .

قال( عليه السلام ): ابن آدم ! إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظٌ من نفسك ، وما كانت المحاسبة من همك ، وما كان الخوف لك شعاراً ، والحذر لك دثاراً ، ابن آدم ! إنك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله جلّ وعزَّ ، فأعدّ له جواباً .

قال( عليه السلام ): لا حسب لقرشيّ ولا لعربيّ إلاَّ بتواضع ، ولا كرم إلاَّ بتقوى ، ولا عمل إلاَّ بنية ، ولا عبادة إلاَّ بالتفقه ، ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنّة إمام ولا يقتدي بأعماله .

قال( عليه السلام ): المؤمن من دعائه على ثلاث: إما أن يدّخر له ، وإما أن يُعجّل له ، وإما أن يدفع عنه بلاءً يريد أن يصيبه .