وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لمّا قدم الرسول (ص) الى المدينة أمر اسامة بن زيد ان يتجهّز بجيش الى الشام وأمّره
عليه ووضع تحت امرته وجوها من المهاجرين والانصار( وفيهم أبوبكر وعمر وابوعبيدة)،
ثم شكى (ص) من مرضه الذي توفى به.
واستمر المرض بالنبي (ص) أياماً وثقل عليه المرض فجاءه يوماً بلال عند صلاة الصبح
والرسول (ص) مغمور بالمرض فنادى بلال: الصلاة رحمكم الله فقال له (ص): «يصلي بالناس
بعضهم» فقالت عائشة: مروا أبا بكر فليصل بالناس، وقالت حفصة: مروا عمر،… فأخذ (ص)
بيد علي (عليه السلام) والفضل بن عباس فاعتمدهما ورجلاه تخطّان الارض من الضعف،
فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب، فأوما إليه بيده، فتأخّر
أبوبكر، وقام رسول الله (ص) وكبّر وابتدأ بالصلاة، فلما سلّم وانصرف الى منزله
استدعى أبابكر وعمر وجماعة من حضر المسجد ثم قال:« ألم آمركم أن تنفذوا جيش أسامة؟»
فقال أبوبكر: إني كنت خرجت ثمّ عدت لأحدث بك عهدا، و قال عمر: إني لم أخرج لأني لم
أحبّ أن أسال عنك الركب. فقال (ص): « نفّذوا جيش أسامه» ـ يكررها ثلاث مرّات ـ ثم
اغمي عليه (ص) من التعب الذي لحقه، فمكث هنيئة وبكى المسلمون وارتفع النحيب، فأفاق
وقال:« ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا» ثم أغمي عليه. فقام
بعض من حضر من اصحابه يلتمس دواة وكتفاً، فقال له عمر:ارجع فإنه يهجر!!! فرجع، فلما
أفاق (ص) قال بعضهم: ألا نأتيك يا رسول الله بكتف ودواة؟ فقال (ص): «أبعد الذي
قلتم!!…»، وقبل ان تفيض روحه الشريفة قال لعلي (ع) :« ضع رأسي يا علي في حجرك فقد
جاء أمرالله عزّوجل، فاذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجّهني الى
القبلة، وتولّ امري، وصلّ أوّل الناس، ولا تفارقني حتّى تواريني في رمسي، واستعن
بالله عزّوجل».
وكانت وفاته صلوات الله وسلامه عليه في الثامن والعشرين من شهر صفر من السنة
الحادية عشرة للهجرة.
انالله وإنا اليه راجعون