ولادة الامام المهدي (عليه السلام)

في الخامس عشر من شعبان سنة ( 255 هـ ) ولد الامام الحجّة بن الحسن ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ). واقتضت الحكمة الالهيّة إخفاء ولادة هذا الوليد الجديد عن أعين العامة ـ كما اقتضت من قبل إخفاء حمل وولادة موسى ( عليه السلام ) ـ ليسلم من أذى ومطاردة الحكام الظالمين. كما اقتضت الحكمة الالهية تغيبه عن الناس ـ إلا الخواص من شيعته ـ وجعل السفراء الاربعة لمدّة سبعين - أوأربعة وسبعين سنة ـ لربط الأمّة به تمهيداً للغيبة الكبرى التي لا يعلم مقدارها؛ حتى يعود لنا ذلك النور الالهي ليملأ الارض قسطاً وعدلا بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، وتلك هي حكمة الله البالغة في عباده.

إنّ جميع المسلمين متـفقون على خروج المهدي في آخر الزمان، وأنه من ولد علي وفاطمة ( عليهما السلام )، وان اسمه كاسم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، والاخبار في ذلك متواترة عند الشيعة وأهل السنة. إلا أنهم اختـلفوا في أنه هل ( ولد ) أو ( سيولد ). فالشيعة وجماعة من علماء أهل السنّة على أنه مولود وأنه محمد بن الحسن العسكري ( عليهما السلام )، وأكثر أهل السنّة على أنه لم يولد بعد، وسيولد والحق هو القول الأول.