سيرة الامام الكاظم (عليه السلام)
ولد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أواخر حكم الدولة الأموية، وتحمّل أعباء الإمامة وعمره الشريف عشرون سنة. وكانت حياته ( عليه السلام ) مدرسة لمن يدرسها ويتأمل فيها. وكانت فترة إمامته من أشد فترات التأريخ الإسلامي محنة على أهل البيت ( عليهم السلام )، والمستضعفين من طبقات الأمة فتحملها الإمام بثباته وصبره حتى سمّي بالكاظم لكثرة ما كظم من الحزن والألم.
لقد تحدثت الروايات عن علاقة الإمام ( عليه السلام ) بالله وعن عبادته وزهده، وكان الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) دؤوباً على قراءة القرآن حريصاً على حفظه وترتيله، والعمل بمبادئه وقيمه والتمسك بمنهجه ورسالته، وكان ( عليه السلام ) احفظ الناس بكتاب الله عزّوجل وأحسنهم صوتاً به وكان إذا قرأ يحزن ويبكي السامعون لتلاوته، وكان الناس بالمدينة المنورة يسمونه ( زين المجتهدين ).
أمّا عن عفوه واطلاقه للعبيد فروي ان غلاماً زنجياً مملوكاً، قد اشتاقت نفسه إلى نسيم الحرية فلم يجد ملجأً غير سليل النبوة الكاظم ( عليه السلام )، فقصد الإمام ولكن الحياء عقد لسانه وثقلت عليه الكلمة، فاكتفى بعرض حاله على الإمام واختار تقديم هدية متواضعة للإمام ( عليه السلام ) فقبلها وكافأه على ذلك بأن اطلقه وحرّره من العبودية، والقصة طويلة أوردها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، ومن مناقبه الاخرى العلم، الحلم، التواضع، شدة الخوف من الله، الكرم، وكثرة التصدق على الفقراء.