حلم الإمام الحسن ( عليه السلام )

رأى شامي الإمام الحسن ( عليه السلام ) فجعل يلعنه والإمام الحسن ( عليه السلام ) لا يردُّ ، فلما فرغ أقبل الإمام ( عليه السلام ) فسلّم عليه وضحك فقال : أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبَّهت ، فلو استَعْتَبْتَنَا أَعتَبْنَاكَ ، ولو سألتنا أعطيناك ، ولو استَرشدْتَنا أرشدناك ، ولو استَحمَلْتَنَا أحملناك ، وإن كنت جائعاً أشبعناك ، وإن كنت عرياناً كَسَوْنَاك ، وإن كنت محتاجاً أغنَيْنَاك ، وإن كنت طريداً آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حرَّكت رحلك إلينا وكنتَ ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك ، لأنَّ لنا موضعاً رحباً ، وجاهاً عريضاً ، ومالاً كثيراً .

فلما سمع الرجل كلامه ، بكى ثم قال : أشهد أنك خليفة الله في أرضه ، الله أعلم حيث يجعل رسالته ، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليَّ ، والآن أنت وأبوك أحبُّ خلق الله
إليَّ ، وحوَّل رحله إليه ، وكان ضيفه الى أن ارتحل ، وصار معتقداً بمحبتهم (عليهم السلام ) .