موقف الإمام الحسن (عليه السلام) من معاوية

بعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) تمت البيعة للإمام الحسن (عليه السلام) خليفة وأميراً، وانتشر خبر ذلك في انحاء الدولة الإسلامية، فهزت هذه الأخبار معاوية الذي كان متمرداً في الشام، فقام بدعوة مستشاريه الى عقد مؤتمر للتشاور فتقرر في المؤتمر بث الجواسيس بين المجتمع الإسلامي الذي يقوده الإمام الحسن (عليه السلام)، لبث الدعايات وإثارة الفتنة.

وبعد أن كشف الإمام الحسن (عليه السلام) النيات المبيّتة له من قبل معاوية قام بارسال كتاب إليه يتوعده ويهدده بالحرب إن لم ينضوِ تحت لوائه الشرعي، واستمر تبادل الرسائل بين الطرفين بدون جدوى، مما ادى الى اعلان الحرب وكان البادئ بها معاوية إذ قام بتحريك جيوشه نحو العراق، فأعلن الإمام حالة الحرب لمواجهة العدو الزاحف؛ إلا ان ما يحز في النفس ويبعث على الاسى أن الجموع التي استمعت الى بيان اعلان الحرب كانت قد غمرتها الاشاعات التي روّجها معاوية وأزلامه فواجهت الموقف ببرود.

وهكذا سار الإمام الحسن (عليه السلام) بجيش كبير لكنه ضعيف في معنوياته يسوده التشتت والارتباك، ولم يمض قليلاً من الوقت حتى سلّم قائد الجيش نفسه الى جيش معاوية فعمّت الفوضى بين صنوف جيش الإمام الحسن (عليه السلام) مما اضطره الى توقيع وثيقة الصلح مع معاوية، وهو أقصى ما كان بأمكان الإمام أن يحققه للامة ورسالتها، ولو كان هناك بديلاً أفضل لما توانى عن القيام به.

بعد توقيع الصلح جاء معاوية الى العراق وخطب في مسجد الكوفة بالجموع المحتشدة وقال: كل شرط شرطته [شروط الصلح] فتحت قدمي هاتين ثم قام بنقل مقر الخلافة من الكوفة الى الشام، وأخذت كتائب الجيش الاموي تدخل الكوفة مُشيعة فيها الإرهاب تجزل العطاء للمنافقين بيد وتقمع المعارضين باليد الأخرى.