سيرة الامام الباقر (عليه السلام)

1 ـ الجانب الروحي: عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلاّ الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان لا يقرأ أمره بالذكر) والرواية السابقة تجسد عمق الإمام الباقر (عليه السلام) بربّه الاعلى سبحانه، وتعبّر في نفس الوقت عن نفس اندكت في حب الله عز وجل، وطلب الزلفى لديه، واستشعار رحمته في كل آن، والتوجه إليه في الروح والقلب والجوارح كلها معاً، الأمر الذي لا يتوفر أبداً إلاّ للمقربين من أولياء الله تعالى دون سواهم.

2 ـ الجانب الاجتماعي: ونعني به اساليب الإمام (عليه السلام) في التعامل وكيفيّة التفاعل مع الأمة في عصره، ولهذا الجانب مصاديق كثيرة نذكر منها الرواية الآتيه:

عن الحسن بن كثير، قال: (شكوت الى ابي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) الحاجة وجفاء الاخوان فقال: « بئس الاخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً»، ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم فقال: « استنفق هذا فاذا نفدت فاعلمني»).