سياسة الامام علي (عليه السلام) الاصلاحية

استلم الإمام علي (عليه السلام) الخلافة بعد مقتل عثمان بسبعة أيام، وذلك في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة عام (35) هجرية، فوجد الاوضاع متردية بشكل عام، وعلى أثر ذلك وضع خطة اصلاحية شاملة ركّز فيها على شؤون الإدارة، والاقتصاد، والحكم، وفي السطور القادمة سنتناول شواهد على ذلك البرنامج الإصلاحي بشكل مختصر.

1 ـ الرفق والتعاهد:

لقد شهدت قطاعات الامة الإسلامية جميعاً صوراً من التعاهد لأمرها والرفق بها ورعاية شؤونها، والتسوية في العطاء بين جميع من يعيش في ظل الدولة الإسلامية. قال (عليه السلام): « المال مال الله يقسّم بينكم بالسوية، لا فضل لأحد على أحد ».

2 ـ رقابة الأسواق:

كان (عليه السلام) حريصاُ على تجسيد العدالة الاجتماعية والاقتصادية في جميع مرافق الحياة الإنسانية، ومن أجل ذلك فقد إلتزم خطة لمراقبة السوق من ناحية البيع والشراء وطبيعة ما يعرض للبيع، للحيلولة دون التطفيف في المكاييل والتلاعب بالأسعار أو الغش، ولهذا كان أميرالمؤمنين (عليه السلام) يتجول في الاسواق وينادي: « يا معشر التجار قدموا الإستخارة، وتبركوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين، وتزينوا بالحلم، وتناهوا عن الكذب واليمين، وتجافوا عن الظلم، وانصفوا المظلومين، ولا تقربوا الربا ».

3 ـ سياسة نكران الذات:

تبنى الإمام (عليه السلام) سياسة نكران الذات بالزهد الصادق لكل ما يطمع به الطامعون من مال وملذات وزخرف، فعيشه كان في بيت متواضع لا يختلف عما يسكنه فقراء الامة، وكان يأكل خبز الشعير، تطحنه زوجته فاطمة (سلام الله عليها)، أو يطحنه بيده سواء في ذلك قبل خلافته، وبعدها. وكان (عليه السلام) يلبس الخشن من الثياب,

4 ـ مساواة أهل بيته بسائر الناس:

ومن مصاديق هذه السياسة ننقل هنا نص مارواه البلاذري في انسابه:

لما فرغ علي (عليه السلام) من أهل الجمل أتى الكوفة، ودخل بيت المال، ثم قال: يا مال غرّ غيري، ثم قسّمه بيننا، ثم جاءت إبنة للحسن أو للحسين (عليهما السلام)، فتناولت منه شيئاً، فسعى وراءها ففك يدها ونزعه منها، فقلنا: يا أميرالمؤمنين إن لها فيه حقاً، قال (عليه السلام): إذا أخذ أبوها حقه فليعطها ماشاء.